فصل: (سورة الأنفال الآيات 67- 68):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد الزمخشري في الآيات:

قال رحمه الله:

.[سورة الأنفال آية 61]:

{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}
جنح له وإليه: إذا مال. والسلم تؤنث تأنيث نقيضها وهي الحرب قال:
السِّلْمُ تَأْخُذُ مِنْهَا مَا رَضِيتَ بِهِ ** وَالْحَرْبُ يَكْفِيكَ مِنْ أَنْفَاسِهَا جُرَعُ

وقرئ بفتح السين وكسرها. وعن ابن عباس رضى اللّه عنه أن الآية منسوخة بقوله تعالى: {قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وعن مجاهد بقوله فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} والصحيح أن الأمر موقوف على ما يرى فيه الامام صلاح الإسلام وأهله من حرب أو سلم، وليس بحتم أن يقاتلوا أبدا، أو يجابوا إلى الهدنة أبدًا. وقرأ الأشهب العقيلي. فاجنح بضم النون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ولا تخف من إبطانهم المكر في جنوحهم إلى السلم، فإنّ اللّه كافيك وعاصمك من مكرهم وخديعتهم. قال مجاهد، يريد قريظة.

.[سورة الأنفال الآيات 62- 63]:

{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}
{فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} فإن محسبك اللّه: قال جرير:
إنِّى وَجَدْتُ مِنَ الْمَكارِمِ حَسْبَكُمْ ** أَنْ تَلْبَسُوا خَزَّ الثِّيَابِ وَتَشْبَعُوا

{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} التأليف بين قلوب من بعث إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الآيات الباهرة، لأنّ العرب- لما فيهم من الحمية والعصبية، والانطواء على الضغينة في أدنى شيء وإلقائه بين أعينهم إلى أن ينتقموا- لا يكاد يأتلف منهم قلبان، ثم ائتلفت قلوبهم على اتباع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، واتحدوا، وأنشؤا يرمون عن قوس واحدة، وذلك لما نظم اللّه من ألفتهم وجمع من كلمتهم، وأحدث بينهم من التحاب والتوادّ، وأماط عنهم من التباغض والتماقت، وكلفهم من الحب في اللّه والبغض في اللّه، ولا يقدر على ذلك إلا من يملك القلوب، فهو يقلبها كما شاء، ويصنع فيها ما أراد، وقيل: هم الأوس والخزرج، كان بينهم من الحروب والوقائع ما أهلك سادتهم ورؤساءهم ودق جماجمهم، ولم يكن لبغضائهم أمد ومنتهى، وبينهما التجاور الذي يهيج الضغائن ويديم التحاسد والتنافس، وعادة كل طائفتين كانتا بهذه المثابة أن تتجنب هذه ما آثرته أختها وتكرهه وتنفر عنه، فأنساهم اللّه تعالى ذلك كله حتى اتفقوا على الطاعة وتصافوا وصاروا أنصارًا وعادوا أعوانًا، وما ذاك إلا بلطيف صنعه وبليغ قدرته.

.[سورة الأنفال آية 64]:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}
{وَمَنِ اتَّبَعَكَ} الواو بمعنى مع وما بعده منصوب، تقول: حسبك وزيدًا درهم، ولا تجرّ، لأنّ عطف الظاهر المجرور على المكنى ممتنع قال:
فَحَسْبُكَ وَالضَّحَّاكَ عَضْبٌ مُهَنَّدُ

والمعنى: كفاك وكفى أتباعك من المؤمنين اللّه ناصرًا أو يكون في محل الرفع: أي كفاك اللّه وكفاك المؤمنون، وهذه الآية نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال، وعن ابن عباس رضى اللّه عنه نزلت في إسلام عمر رضى اللّه عنه، وعن سعيد بن جبير أنه أسلم مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ثم أسلم عمر، فنزلت.

.[سورة الأنفال الآيات 65- 66]:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}
التحريض: المبالغة في الحث على الأمر من الحرض، وهو أن ينهكه المرض ويتبالغ فيه حتى يشفى على الموت، أو أن تسميه حرضا: وتقول له: ما أراك إلا حرضًا في هذا الأمر وممرضًا فيه، ليهيجه ويحرّك منه. ويقال: حركه وحرضه وحرصه وحرشه وحربه، بمعنى، وقرئ حرص، بالصاد غير المعجمة، حكاها الأخفش، من الحرص، وهذه عدة من اللّه وبشارة بأن الجماعة من المؤمنين إن صبروا غلبوا عشرة أمثالهم من الكفار بعون اللّه تعالى وتأييده، ثم قال: {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} أي بسبب أنَّ الكفار قوم جهلة يقاتلون على غير احتساب وطلب ثواب كالبهائم، فيقل ثباتهم ويعدمون لجهلهم باللّه نصرته ويستحقون خذلانه، خلاف من يقاتل على بصيرة ومعه ما يستوجب به النصر والإظهار من اللّه تعالى. وعن ابن جريج كان عليهم أن لا يفروا ويثبت الواحد منهم للعشرة، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث حمزة رضى اللّه عنه في ثلاثين راكبًا، فلقى أبا جهل في ثلاثمائة راكب. قيل: ثم ثقل عليهم ذلك وضجوا منه، وذلك بعد مدّة طويلة، فنسخ وخفف عنهم بمقاومة الواحد الاثنين، وقيل: كان فيهم قلة في الابتداء، ثم لما كثروا بعد نزل التخفيف. وقرئ: {ضعفًا}، بالفتح والضم، كالمكث والمكث، والفقر والفقر. وضعفًا: جمع ضعيف. وقرئ الفعل المسند إلى المائة بالتاء والياء في الموضعين، والمراد بالضعف: الضعف في البدن. وقيل: في البصيرة والاستقامة في الدين، وكانوا متفاوتين في ذلك فإن قلت: لم كرّر المعنى الواحد وهو مقاومة الجماعة لأكثر منها مرّتين قبل التخفيف وبعده؟ قلت: للدلالة على أن الحال مع القلة والكثرة واحدة لا تتفاوت، لأن الحال قد تتفاوت بين مقاومة العشرين المائتين والمائة الألف، وكذلك بين مقاومة المائة المائتين والألف الألفين.

.[سورة الأنفال الآيات 67- 68]:

{ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68)}
وقرئ: للنبي، على التعريف. وأسارى. ويثخن، بالتشديد. ومعنى الإثخان: كثرة القتل والمبالغة فيه، من قولهم: أثخنته الجراحات إذا أثبتته حتى تثقل عليه الحركة. وأثخنه المرض إذا أثقله من الثخانة التي هي الغلظ والكثافة، يعنى حتى يذل الكفر ويضعفه بإشاعة القتل في أهله، ويعز الإسلام ويقويه بالاستيلاء والقهر. ثم الأسر بعد ذلك. ومعنى ما كانَ ما صح له وما استقام، وكان هذا يوم بدر، فلما كثر المسلمون نزل: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً} وروى أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أتى بسبعين أسيرًا فيهم العباس عمه وعقيل بن أبى طالب، فاستشار أبا بكر رضى اللّه عنه فيهم فقال: قومك وأهلك استبقهم لعلّ اللّه أن يتوب عليهم، وخذ منهم فدية تقوى بها أصحابك. وقال عمر رضى اللّه عنه: كذبوك وأخرجوك فقدّمهم واضرب أعناقهم، فإنّ هؤلاء أئمة الكفر، وإن اللّه أغناك عن الفداء: مكن عليًا من عقيل، وحمزة من العباس، ومكنى من فلان لنسيب له، فلنضرب أعناقهم. فقال صلى اللّه عليه وسلم: إنّ اللّه ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن، وإن اللّه ليشدّد قلوب رجال حتى تكون أشدّ من الحجارة، وإنّ مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم، قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ومثلك يا عمر مثل نوح، قال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّارًا} ثم قال لأصحابه: أنتم اليوم عالة فلا يفلتن أحد منكم إلا بفداء أو ضرب عنق. وروى أنه قال لهم: إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتموهم، واستشهد منكم بعدّتهم، فقالوا: بل نأخذ الفداء، فاستشهدوا بأحد: وكان فداء الأسارى عشرين أوقية، وفداء العباس أربعين أوقية. وعن محمد بن سيرين: كان فداؤهم مائة أوقية، والأوقية أربعون درهما وستة دنانير. وروى أنهم لما أخذوا الفداء نزلت الآية، فدخل عمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإذا هو وأبو بكر يبكيان فقال: يا رسول اللّه أخبرنى، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت، فقال: أبكى على أصحابك في أخذهم الفداء، ولقد عرض علىّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة- لشجرة قريبة منه- وروى أنه قال: لو نزل عذاب من السماء لما نجا منه غير عمرو سعد بن معاذ، رضى اللّه عنهما، لقوله كان الإثخان في القتل أحب إلىّ {عَرَضَ الدُّنْيا} حطامها، سمى بذلك لأنه حدث قليل اللبث، يريد الفداء {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} يعنى ما هو سبب الجنة من إعزاز الإسلام بالإثخان في القتل. وقرئ: {يريدون}، بالياء. وقرأ بعضهم {واللّه يريد الآخرة}، بجرّ الآخرة على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على حاله، كقوله:
أَكُلَّ امْرِئٍ تَحْسَبِينَ امْرَأً ** وَنَارٍ تَوَقَّدُ بِالَّليْلِ نَارَا

ومعناه واللّه يريد عرض الآخرة. على التقابل، يعنى ثوابها {وَاللَّهُ عَزِيزٌ} يغلب أولياءه على أعدائه ويتكنون منهم قتلا وأسرًا ويطلق لهم الفداء، ولكنه {حَكِيمٌ} يؤخر ذلك إلى أن يكثروا ويعزوا وهم يعجلون {لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} لولا حكم منه سبق إثباته في اللوح وهو أنه لا يعاقب أحد بخطإ، وكان هذا خطأ في الاجتهاد، لأنهم نظروا في أن استبقاءهم ربما كان سببًا في إسلامهم وتوبتهم، وأنّ فداءهم يتقوّى به على الجهاد في سبيل اللّه، وخفى عليهم أن قتلهم أعز للإسلام وأهيب لمن وراءهم وأفل لشوكتهم. وقيل كتابه أنه سيحل لهم الفدية التي أخذوها. وقيل: إن أهل بدر مغفور لهم. وقيل: إنه لا يعذب قومًا إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهى، ولم يتقدم نهى عن ذلك فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ روى أنهم أمسكوا عن الغنائم ولم يمدّوا أيديهم إليها، فنزلت. وقيل: هو إباحة للفداء، لأنه من جملة الغنائم {وَاتَّقُوا اللَّهَ} فلا تقدموا على شيء لم يعهد إليكم فيه.

.[سورة الأنفال آية 69]:

{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}
فإن قلت: ما معنى الفاء؟ قلت: التسبيب والسبب محذوف، معناه: قد أبحت لكم الغنائم {فكلوا مما غنمتم}. و{حلالا}: نصب على الحال من المغنوم، أو صفة للمصدر، أي أكلا حلالا. وقوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} معناه أنكم إذا اتقيتموه بعد ما فرط منكم من استباحة الفداء قبل أن يؤذن لكم فيه، غفر لكم ورحمكم وتاب عليكم.

.[سورة الأنفال آية 70]:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)}
{فِي أَيْدِيكُمْ} في ملكتكم، كأن أيديكم قابضة عليهم. وقرئ: {من الأسرى} {فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} خلوص إيمان وصحة نية {يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ} من الفداء، إما أن يخلفكم في الدنيا أضعافه، أو يثيبكم في الآخرة. وفي قراءة الأعمش: {يثبكم خيرًا}. وعن العباس رضى اللّه عنه أنه قال: كنت مسلمًا، لكنهم استكرهوني. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن يكن ما تذكره حقا فاللّه يجزيك» فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا وكان أحد الذين ضمنوا إطعام أهل بدر وخرج بالذهب لذلك. وروى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للعباس: «افد ابني أخيك عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث»، فقال: يا محمد، تركتني أتكفف قريشًا ما بقيت. فقال له: فأين الذهب الذي دفعته إلى أمّ الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها: لا أدرى ما يصيبني في وجهى هذا، فإن حدث بى حدث فهو لك ولعبد اللّه وعبيد اللّه والفضل، فقال العباس وما يدريك؟ قال: «أخبرنى به ربى» قال العباس: فأنا أشهد أنك صادق، وأن لا إله إلا اللّه وأنك عبده ورسوله، واللّه لم يطلع عليه أحد إلا اللّه، ولقد دفعته إليها في سواد الليل، ولقد كنت مرتابًا في أمرك، فأمّا إذ أخبرتنى بذلك فلا ريب. قال العباس رضى اللّه عنه: فأبدلنى اللّه خيرًا من ذلك، لي الآن عشرون عبدًا، إن أدناهم ليضرب في عشرين ألفًا، وأعطانى زمزم ما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة، وأنا أنتظر المغفرة من ربى. وروى أنه قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مال البحرين ثمانون ألفًا، فتوضأ لصلاة الظهر وما صلى حتى فرقه، وأمر العباس أن يأخذ منه ما قدر على حمله، وكان يقول: هذا خير مما أخذ منى وأرجو المغفرة وقرأ الحسن وشيبة: مما أخذ منكم، على البناء للفاعل.